أشرف جال (مراكش)
يفرض اللاعبون المغاربة، حاليا، وجودهم بقوة في الدوري الليبي، مع بلوغ عدد اللاعبين الممارسين 60 لاعبا بين القسم الممتاز والدرجة الأولى.
واختار مجموعة من اللاعبين المغاربة التعاقد مع أندية ليبية مختلفة، نذكر منهم نوفل الزرهوني، محمد زريدة، أيمن الحسوني، عبد عماد الرقيوي، الحكيم ياسين، زكرياء حدراف، محمد أوناجم، حمزة أسرير، إبراهيم السبعوني، أمين فرحان، توفيق الصفصافي، ياسين لكحل، حمزة الجناتي وآخرين.
وقد شهد الميركاتو الشتوي الأخير هجرة جماعية للاعبين مغاربة إلى الدوري الليبي، بعدما وجهت الأندية الليبية بدورها البوصلة إلى التعاقد مع لاعبي الدوري الاحترافي المغربي، فما هي الأسباب الرئيسية لهذا الاهتمام من الجانبين ؟ وما هي الدوافع التي حفزت اللاعبين المغاربة على هذا الاختيار ؟
الاستفادة المادية
يقول طارق العافية، وكيل اللاعبين والمدربين وأول من اشتغل مع فرق الدوري الليبي، إن الدافع الرئيسي الذي يجعل اللاعبين المغاربة ينتقلون إلى الدوري الليبي هو الاستفادة المادية، بحيث أن الأندية تصرف لهم 50 بالمائة من قيمة العقد بمجرد التوقيع على العقد الالكتروني، كما أنها تتكفل بجميع احتياجاتهم من مأكل ومشرب ومسكن.
وتابع المتحدث ذاته “الجانب المالي مهم جدا بالنسبة للاعبين والدوري الليبي يضمن لهم بعض الاستقرار، على عكس الدوري المغربي الذي يعيش أزمة بفعل تراكم الديون على الأندية وعدم التزامها، واللاعب كباقي أفراد المجتمع لديه أسرة وأطفال ولن يقبل بالتماطل في المستحقات”.
ويرى العافية أن الاتحاد الليبي يعمل في الوقت الراهن على تقوية البطولة المحلية من خلال تقديم منح مالية استثنائية للأندية وبناء الملاعب وتطوير البنية التحتية الكروية، بهدف الارتقاء إلى مصاف المنافسة على المستوى الإقليمي والقاري والدولي في أفق 2030 و2032.
وتجدر الإشارة أن طارق العافية، ابن مدينة طنجة، كان ممن ساهموا بشكل كبير في بروز مجموعة من اللاعبين المغاربة في الدوريات العربية وخاصة الدوري الليبي، بحيث كسر هيمنة اللاعبين التونسيين والجزائريين على هذه السوق وجعل الأندية الليبية توجه أنظارها إلى المغرب.
توهج الكرة المغربية
إن توهج كرة القدم المغربية في السنوات الماضية من بين أسباب الاهتمام باللاعب المغربي، حسب رشيد الغفلاوي، الإطار الوطني المغربي، فالمغرب يتوفر على لاعبين وأطر متميزين من حيث القيمة مقارنة بدول الجوار إضافة إلى الإشعاع القاري والعالمي بفضل الإنجازات الأخيرة.
وعن الدوري الليبي قال الغفلاوي “الدوري الليبي عرف انتعاشة كبيرة في الميركاتو الأخير بحيث أن الأندية الكبيرة مثل الاتحاد وأهلي بنغازي دخلت بقوة على السوق، خاصة المغربية، لكنني أرى بحكم تجربتي التدريبية هناك أنه ليس هناك شيء يذكر اذ تبقى الأندية الكبيرة حاضرة بقوة من خلال صفقات ضخمة وهذا لم يمنه أندية أخرى من التعاقد مع لاعبين أجانب وخاصة مغاربة”.
وأضاف المتحدث “إن اللاعبين المغاربة الذين انتقلوا للدوري الليبي معظمهم بدون فريق أو في سن متقدم، لأن الدوري لا يزال فيه فرص كبيرة، كما أن الوضع المادي أفضل بكثير من المغرب”.
ويعتبر رشيد الغفلاوي الملقب باسم “سفير المغرب في القارة الإفريقية”، من الأطر البارزة التي بصمت على مسار متميز خارج المغرب، وخاصة في الأدغال الإفريقية، من خلال قيادة عدة أندية في الكونغو والنيجر وكوت ديفوار وليبيا.
إعادة إحياء الكرة الليبية
من أجل الاطلاع أكثر على واقع الكرة الليبية والمجهودات المبذولة لإعادة إحياءها، خاصة بعد الثورة، وأيضا اهتمام الأندية الليبية مؤخرا باللاعبين المغاربة، أجرى موقع “مغرب فوت” الحوار التالي مع الصحفي الليبي مراد دخيل.
1- كيف يتم العمل على إعادة إحياء كرة القدم في ليبيا بعد الثورة؟
جهود إعادة إحياء كرة القدم في ليبيا بعد الثورة في عدة محاور رئيسية. الأول هو إعادة تأهيل البنية التحتية الرياضية، حيث تم إصلاح وتجهيز الملاعب لتستعيد قدرتها على استضافة المباريات المحلية والدولية. ثانيًا، تم العمل على استقرار إدارة كرة القدم عبر الاتحاد الليبي، حيث يجرى تنظيم مسابقات الدوري والكأس بشكل دوري، رغم التحديات. إضافة إلى ذلك، هناك جهود لاستعادة الدعم الجماهيري وإعادة الثقة في الرياضة من خلال استضافة الفرق الأجنبية والمنتخبات للعب في ليبيا. هذا التعافي التدريجي يعزز من قدرة الكرة الليبية على النهوض مجددًا والمشاركة في المسابقات الإقليمية والدولية.
2- هل الدوري الليبي لديه جاذبية حاليًا إقليميًا وقاريًا؟
الدوري الليبي ما زال يواجه تحديات من حيث الجاذبية الإقليمية والقارية، لكن هناك تطور ملحوظ سيساعم في رفع جودة الفرق والأداء الفني، وهو ما سيدفع لتحقيق بعض الأندية الليبية نجاحات في المسابقات الإفريقية النسخ القادمة. بعض الأندية بدأت تجذب الانتباه من خلال التعاقد مع لاعبين ومدربين ذوي خبرات دولية، مما يرفع من مستوى المنافسة محليًا ويعزز من جاذبية الدوري. ومع زيادة الاستقرار وتنظيم المسابقات بانتظام يمكن أن يشكل الدوري الليبي وجهة إقليمية بارزة في المستقبل.
3- لماذا أصبحت الأندية الليبية تهتم باللاعبين المغاربة؟
اتجاه الأندية الليبية نحو اللاعبين المغاربة يرجع إلى عدة أسباب، أهمها جودة اللاعبين المغاربة وتفوقهم الفني والبدني في المستويات الإفريقية. اللاعبون المغاربة يجلبون معهم خبرة عالية من الدوريات المغربية والتجارب القارية في البطولات الإفريقية. علاوة على ذلك، اللاعبين المغاربة يرغبون في هذه الوجهة لما يلقون من اريحية واندماج سريع في مجتمع وبيئة ترحب بالأشقاء، وهذا ما يجعلهم خيارًا مناسبًا للأندية الليبية التي تسعى لتحسين مستواها الفني.