استُبعد محمد صلاح من تشكيلة ليفربول المُسافرة إلى ميلانو مساء الثلاثاء في دوري أبطال أوروبا، حيث فاز الريدز على إنتر (1-0)، وذلك بعد أن أدلى اللاعب المصري بتصريحات لاذعة بحق مدربه. تُلقي هذه القضية بظلالها على أجواء النادي المُعذّب في الدوري الإنجليزي الممتاز.
كان هذا الفوز بمثابة انتصار جاء في وقته تمامًا، حتى وإن لم يضع حدًا لمشاكل ليفربول العديدة. ففي مساء الثلاثاء، سمح هدف من ركلة جزاء سجّلها المجري دومينيك سوبوسلاي لحامل لقب الدوري الإنجليزي بالفوز على إنتر ميلان على أرضه (1-0)، في الدور السادس من دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا.
يُذكر أن الريدز، الذين يسيرون بخطى ثابتة نحو التأهل لدور الـ32، يمرون بفترة صعبة، تتجلى بشكل خاص في احتلالهم المركز العاشر المُخيب للآمال في الدوري الإنجليزي الممتاز، بفارق عشر نقاط عن آرسنال المتصدر.
أثارت هذه النتائج، التي جاءت دون مستوى أهداف النادي، توترًا كبيرًا داخل صفوف حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وكان محمد صلاح أحد أبرز المتسببين في هذا التوتر.
أدلى اللاعب المصري الدولي، البالغ من العمر 33 عامًا والمعروف بتكتمه، بتصريح لم يمر مرور الكرام بعد التعادل 3-3 أمام ليدز يونايتد على ملعب إيلاند رود في السادس من ديسمبر. وبعد أن أجلسه مدربه الهولندي، آرني سلوت، على مقاعد البدلاء، عبّر المهاجم، الذي سجل أربعة أهداف في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، عن إحباطه لعدد من الصحفيين في المنطقة المختلطة:
“لا أصدق ذلك. أشعر بخيبة أمل كبيرة. لقد قدمت الكثير لهذا النادي… وأن أجد نفسي على مقاعد البدلاء، دون أي تفسير، أمر لا أفهمه. أشعر وكأن النادي قد خانني.”
لم يكتفِ محمد صلاح بذلك، بل هاجم سلوت بشدة قائلاً:
“قطع النادي لي وعودًا كبيرة هذا الصيف، وحتى الآن، جلست على مقاعد البدلاء لثلاث مباريات. لديّ كلمة واحدة فقط: التزموا بوعودكم. كانت علاقتي جيدة بالمدرب، وفجأة، انقطعت. لا أعرف السبب. أشعر أن أحدهم في النادي لم يعد يريدني. هذا أمر غير مقبول بالنسبة لي، لأنني لا أعتقد أنني المشكلة.”
أثارت هذه التصريحات الإعلامية ردود فعل واسعة من مشجعي ليفربول، وخاصة من إدارة النادي ومدربه، الذين منعوا اللاعب المصري من السفر إلى لومبارديا.
أما بالنسبة لتيتي كامارا، المهاجم الغيني السابق للريدز (1999/2020)، فلم تكن هذه التصريحات ضرورية، رغم أنه يقول إنه يتفهم خيبة أمل اللاعب. في مقابلة حصرية مع موقع أفريكا فوت، صرّح قائلاً:
“لم يكن الوقت مناسبًا لقول ذلك. كان عليه أن يقوله خلال حديث مع آرني سلوت. ردة فعل الإدارة والجماهير ليست مفاجئة، لكننا نحتاج أيضًا إلى محاولة تحليل دوافع صلاح وراء تصريحاته.”
يُعدّ صلاح لاعبًا محوريًا في فوز ليفربول بلقب الدوري الموسم الماضي، لكنه لم يُسجّل سوى أربعة أهداف في الدوري وهدف واحد فقط في دوري أبطال أوروبا:
“إنه لاعب مُنافس، ولا شك أنه يتألم لرؤية ليفربول في المركز العاشر، وأعتقد أنه يرغب في التواجد على أرض الملعب أكثر مما كان عليه في الأسابيع الأخيرة لمساعدة فريقه على الخروج من هذا المأزق، الذي من الواضح أنه ليس مسؤولاً عنه، حتى وإن لم يكن أداؤه بمستوى الموسم الماضي. ليفربول بحاجة إلى صلاح، وصلاح بحاجة إلى ليفربول. لا شك أنه متأثر للغاية، وهذا ما قد يُفسّر تصريحاته.”
في الثالث عشر من ديسمبر، يستضيف ليفربول فريق برايتون، وأحد أبرز التساؤلات المحيطة بهذه المباراة يدور حول مشاركة صلاح في الفريق، وبالتالي على أرض الملعب، إذ سينضم إلى منتخب بلاده في القاهرة استعدادًا لكأس الأمم الأفريقية في المغرب، وذلك في اليوم التالي لمباراة برايتون على ملعب أنفيلد.
وماذا لو كانت هذه إحدى آخر مشاركاته على الملعب الذي سجل فيه العديد من الأهداف؟ بينما يتفاءل كامارا، يبدو إيفيكا تودوروف أقل تفاؤلًا. المدرب الفرنسي الصربي، الذي كان أول من منح صلاح الشاب فرصته مع المقاولون العرب عام 2010، يعتقد، على العكس، أن العلاقة بين الطرفين تبدو (تقريبًا) متوترة. وفي حديثه لموقع أفريكا فوت، صرّح إيفيكا تودوروف قائلًا:
“أعرف محمد صلاح جيدًا. لا أشك لحظة في التزامه، وأخلاقيات عمله، وأسلوب حياته. إنه لاعب محترف بكل معنى الكلمة. لكن الوقت يمر، فهو يبلغ من العمر 33 عامًا، وقد أمضى في ليفربول أكثر من ثماني سنوات.” أشعر أن آرني سلوت لم يعد يثق به تمامًا.
سيكون من الصعب على الرجلين إصلاح علاقتهما.
