أشرف جال (مراكش)
في خطوة تعكس الطموح والرغبة في كسب مزيد من التجربة على المستوى الدولي، التحق اللاعب المغربي زكرياء مكنون بصفوف نادي أرارات الأرميني، ليصبح بذلك من أوائل اللاعبين المغاربة الذين يخوضون غمار الدوري الأرميني الممتاز.
زكرياء مكنون، من مواليد 5 يونيو 2000 بمدينة فيرفيير البلجيكية، يحمل الجنسيتين المغربية والبلجيكية، واختار تمثيل المغرب في الفئات السنية، حيث سبق له الالتحاق بتربصات المنتخب الوطني للشباب، مؤكدا في أكثر من مناسبة اعتزازه بأصوله المغربية ورغبته في ارتداء قميص “أسود الأطلس” على المستوى الأول.
تكون مكنون، الذي يشغل مركز وسط الميدان، في عدد من المدارس الكروية البلجيكية العريقة، أبرزها أكاديميتا إوبن وستاندار دو لييج، قبل أن يشد الرحال إلى المغرب سنة 2018 لخوض تجربة مع نادي الوداد الرياضي. بعدها، توجه صوب الخليج، حيث دافع عن ألوان أندية إماراتية عدة، من بينها نادي الإمارات والجزيرة الحمراء، وواصل مسيرته الاحترافية في الدوري السعودي من بوابة نادي الوشم، الذي لعب له موسم 2023-2024، قبل أن يوقع هذا الصيف عقدا يمتد لموسمين مع نادي أرارات الأرميني، مع إمكانية التمديد لموسم ثالث.
هذا الانتقال إلى أوروبا الشرقية يمثل تحديا جديدا للاعب المغربي، وفرصة لتأكيد ذاته في بطولة أقل شهرة لكنها تتيح المجال للبروز والانتقال إلى مستويات أعلى. كما يشكل تجربة فريدة من نوعها، نظرا لندرة الأسماء المغربية في الدوري الأرميني، ما يمنحه ميزة التأسيس لمسار مختلف ضمن خريطة المحترفين المغاربة عبر العالم.
وبعد توقيعه الرسمي لنادي أرارات الأرميني، فتح زكرياء مكنون قلبه لـ”مغرب-فوت” ليتحدث عن كواليس اختياره لهذا الفريق رغم توفره على عروض متعددة من المغرب والخليج وأوروبا، كما تطرق لأجواء تجربته الجديدة، وطموحاته في هذا المسار الذي يعتبره بوابة للعودة القوية إلى واجهة الكرة الأوروبية.
ما الذي جعل خيار التوقيع لنادي أرارات الأرميني يتفوق على العروض الأخرى التي تلقيتها؟
بصراحة، كان لدي عدة عروض من أندية في المغرب، حتى أنني جلست مع أحد المديرين التقنيين وكنت قريبا جدا من التوقيع، لكن الصفقة لم تكتمل. أيضا تلقيت عروضا من أندية سعودية بعد الموسم الجيد الذي قدمته هناك، وكذلك من أندية في الإمارات، حيث أملك إقامة ذهبية وأمضيت سنوات طويلة هناك. لكن في النهاية، وضعت نصب عيني هدفا واضحا، وهو العودة إلى أوروبا. أؤمن أن اللعب في القارة العجوز يمنح اللاعب فرصا أكبر للظهور والتطور، لذلك فضلت الانضمام إلى أرارات، الذي يعتبر أول فريق كروي في أرمينيا ويملك مشروعا احترافيا حقيقيا.
كيف وجدت الأجواء داخل النادي والدوري الأرميني مقارنة بتجاربك السابقة؟
الأجواء رائعة جدا سواء داخل النادي أو في محيط الدوري ككل. وجدت ترحيبا كبيرا من المدرب والمدير التقني واللاعبين، وهناك بيئة مشجعة على تقديم الأفضل. من الناحية الفنية، الدوري الأرميني جيد جدا، بل إنه قريب من مستوى دوريات مثل الروسي والتركي والأذربيجاني، وهذا يحفزك على الاجتهاد أكثر. أعتقد أن تقديم موسم قوي هنا يمكن أن يفتح لي أبوابا أكبر مستقبلا.
كيف تنظر إلى كونك أول لاعب مغربي بلجيكي في تاريخ نادي أرارات؟
بالنسبة لي، هذا شرف وفخر كبير. كوني أول مغربي بلجيكي يحمل ألوان هذا النادي العريق، يحملني مسؤولية إضافية لتقديم الأفضل وترك بصمة إيجابية. أنا مرتاح جدا في هذه التجربة الجديدة، وأسعى بكل تركيز وجدية لتحقيق موسم ناجح، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، ولم لا أن أكون حلقة وصل لفتح الباب أمام لاعبين مغاربة آخرين في هذا الدوري.