أشرف جال (مراكش)
مع نهاية الميركاتو الصيفي في الدوري الاحترافي المغربي، عاد الجدل حول طريقة تدبير صفقات الانتقالات بين أندية تبحث عن التنافس على الألقاب وأخرى تسعى فقط للبقاء، وسط تفاوت كبير في طرق التخطيط والانتقاء.
ولتقييم حصيلة هذا الميركاتو من زاوية فاعل مباشر في السوق، حاور موقع “مغرب فوت” وكيل اللاعبين المغربي طارق العافية، الذي قدم قراءة فنية ومهنية لأبرز ملامح الانتقالات الصيفية، محددا الفرق بين الأندية التي تشتغل باحتراف، وتلك التي تكتفي بردود الأفعال، كما تطرق إلى الأدوار الحقيقية التي يجب أن يضطلع بها وكيل اللاعبين في المنظومة الكروية الوطنية.
كيف تقيم الميركاتو الصيفي لهذا الموسم في الدوري الاحترافي المغربي؟
الميركاتو الصيفي لهذا الموسم عرف نوعا من التوازن لدى الأندية الكبيرة، خصوصا تلك التي تنافس على الألقاب والمراكز الأولى مثل الرجاء، الجيش الملكي، نهضة بركان والوداد. هذه الأندية أظهرت نوعا من الانضباط في تعاقداتها، حيث ركزت على الجودة وسد مراكز الخصاص، وهو ما يعكس وجود استراتيجية واضحة”.
في المقابل، العديد من الأندية الأخرى تفتقر لرؤية تقنية حقيقية، وتعتمد في انتداباتها على الكم أكثر من الكيف، دون مراعاة للانسجام أو الحاجة الفنية، وهو ما قد يؤدي إلى نتائج سلبية داخل الملعب، وأزمات مالية خارجه.
هل ترى أن طريقة تدبير الانتقالات تطورت داخل البطولة؟
الإجابة تنقسم إلى شطرين: من جهة، هناك أندية تعمل بشكل احترافي، تعتمد على برامج تحليل الأداء، الإحصائيات، ومراكز الخصاص، وتتحرك وفق دراسة واضحة.
ومن جهة أخرى، لا تزال أندية عديدة تسير بعشوائية، فتتعاقد بشكل ارتجالي، أحيانا بإيعاز من وسطاء غير مؤهلين، ما ينعكس سلبا على نتائجها ويزج بها في ملفات نزاعات مع لاعبين ومدربين، أغلبها بسبب سوء التقدير والتخطيط.
هذه العشوائية تغرق الأندية في الديون، وتنتج ملفات كثيرة أمام غرفة النزاعات، كان من الممكن تفاديها لو تم تدبير الأمور بمهنية.
كيف تنظر إلى دور وكيل اللاعبين في صفقات البطولة ؟
وكيل اللاعبين يجب أن يكون أكثر من مجرد وسيط صفقة، بل شريك في تطوير مسار اللاعب وتحقيق أهداف النادي.
في الواقع، وكلاء اللاعبين يواجهون تحديات كثيرة. نطالب دائما بأن يكون التواصل مع المديرين التقنيين، باعتبارهم الأكثر فهما لاحتياجات الفريق، لكننا نصطدم غالبا بتدخل أعضاء من المكتب المسير في الأمور التقنية، وهو ما يخلق فوضى قد تنعكس مستقبلا على استقرار الفريق.
إن الدور الحقيقي للوكيل لا يبدأ في الميركاتو فقط، بل يجب أن يكون متواصلا طيلة الموسم، عبر مرافقة اللاعب، تتبع تطوره، وتقديم النصائح والتوجيه المناسب في الوقت المناسب