أشرف جال (مراكش)
برز اسم الإطار الوطني حمزة المسعودي كأحد صناع المواهب الكروية في مراكش، بعدما كان وراء اكتشاف اللاعب ياسين الخليفي، الذي تألق رفقة المنتخب المغربي للشبان في كأس العالم الأخيرة وتوج معه باللقب. في هذا الحوار، يعود المسعودي إلى لحظة اكتشاف موهبة الخليفي، ويتحدث لموقع “مغرب فوت” عن تطوره الفني ومساره نحو العالمية.
سؤال 1 : كيف كانت بدايتك مع اكتشاف موهبة ياسين الخليفي؟
ياسين الخليفي ابن حي المسيرة الثانية في مراكش. أول مرة لفت انتباهي كانت صدفة، حين شاهدته من شرفة منزلي وهو في ربيعه الأول يداعب الكرة برشاقة لا تقاوم. انبهرت بموهبته الفطرية، فبادرت إلى التواصل مع أسرته مقترحا عليهم التحاقه بمركز التكوين التابع لنادي الكوكب المراكشي.
آنذاك كان الحاج عبد القادر التيازي مديرا للمركز، وقد فتح أبواب الانضمام المجاني أمام المواهب، وبموافقته تم قبول ياسين بدعم من خاله الذي كان يتكفل به. شارك الخليفي رفقة كتاكيت الكوكب في دوري ولي العهد مولاي الحسن لنسختين متتاليتين، وهناك برزت موهبته قبل أن يتم استقطابه لاحقا إلى أكاديمية محمد السادس من قبل جهات كانت تتابعه عن قرب.
سؤال 2 : كيف تقيم أداءه مع المنتخب المغربي في كأس العالم للشبان؟
ياسين الخليفي كان من صناع الملحمة التاريخية في الشيلي، وقدم مستوى تقنيا كبيرا إلى جانب زملائه في المنتخب لأقل من عشرين عاما. كان بمثابة صمام أمان بفضل تجربته الميدانية وتدرجه في مختلف الفئات السنية للمنتخب الوطني، مما أكسبه مؤهلات تقنية وبدنية وحنكة تكتيكية عالية.
وقد ظهر ذلك جليا في دوره كمحور ارتكاز، سواء في استعادة الكرات أو في بناء الهجمات من الخلف، ليكون أحد مفاتيح نجاح المنتخب في التتويج.
سؤال 3 : ما الذي جعل من الخليفي عنصرا أساسيا وقائدا تكتيكيا داخل المنتخب؟
لم يكن حضور الخليفي في كأس العالم للشباب محض صدفة، بل نتيجة عمل قاعدي منظم واستثمار مستمر في الموهبة. تكوينه الأكاديمي في أكاديمية محمد السادس، إلى جانب المواكبة التقنية والإدارية التي حظي بها، ساهمت في صقل شخصيته القيادية داخل الميدان.
كما أن تجربته الاحترافية الأولى مع نادي ليل الفرنسي ثم انتقاله إلى شارل لوروا البلجيكي منحاه نضجا احترافيا كبيرا. كل ذلك جعله قائدا تكتيكيا داخل المنتخب، يجيد التواصل بين الخطوط، ويخلق جوّا من الألفة والروح الجماعية التي كانت من أسرار نجاح الفريق.
سؤال 4 : كيف ترى مستقبله بعد هذا التتويج العالمي؟
يبدو من خلال أدائه وانضباطه داخل الميدان أنه من ركائز المنتخب المغربي للمستقبل. يمتاز باندفاع بدني كبير، ومستوى تقني رفيع، وانضباط تكتيكي يذكر بلاعبي المدرسة الإيطالية. أعتقد أن قيمته السوقية ستزداد، وأنه مؤهل للالتحاق بأحد أندية الدوري الإيطالي، حيث يمكنه تطوير أدائه أكثر.
ياسين لاعب مغربي الهوية، لكنه بعقلية احترافية أوروبية، وهو نموذج للاعب العصري الذي يجمع بين الذكاء التكتيكي والشخصية القيادية.
سؤال 5 : كلمة أخيرة للجيل الجديد من المواهب؟
رسالتي للمواهب الصاعدة هي أن الطريق إلى النجاح يبدأ من الحي والمدرسة والمركز، لكن لا يتحقق إلا بالانضباط والعمل والنية الصادقة. قصة ياسين الخليفي دليل حي على أن الموهبة وحدها لا تكفي، بل تحتاج إلى رعاية، واستمرارية، وإيمان بالذات.
ومراكش، كما كانت دائما، قادرة على إنجاب أبطال آخرين يرفعون راية المغرب عاليا.








